
بعدما سقط الفريق الكتالوني قبل ثلاثة أيام بطريقة مفاجئة أمام فريق من المنطقة السفلى من جدول اللا ليغا، وهو الفريق الأندلسي ملقا، وزيادة سخط الجماهير على الفريق برمته بسبب ضعف فرص الفريق في المنافسة على اللقب هذا الموسم، يعرف لاعبو البرسا أن هذا الوضع لا يحتمل خسارة جديدة، واقصاء جديد من بطولة أخرى، وهو ما سيجعل اللاعبون في منتهى الحماس والرغبة في عدم العودة الى كتالونيا متشحين بثوب الخسارة.
لعل هذا الموسم من اسوأ المواسم التي يعاني فيها وبشدة الفريق الكتالوني من ضعف في دفاعاته، فالفريق بات مخترقا بشكل واضح، وكلمة الدفاع هنا ليست منصبة فقط على أفراد الخط الخلفي، بل الدفاع يعني منظومة الفريق برمته، وقدرته على تلاحم خطوطه، والضغط على المنافس وافتكاك الكرة، ومنع الهجمة ووأدها قبل أن تشكل خطورة على مرمى الفريق، وهو أمر بات مفتقدا بشكل واضح وفاضح هذا الموسم، ناهيك عن المستوى المتردي للاعبي الخط الخلفي، فكل لاعبٍ منهم لديه عيب قاتل وجليّ، لذا فإن فرصة وفكرة استقبال البرسا لأهداف باتت ملموسة ومتكررة في معظم المباريات الأخيرة.
من بين اسوأ الأمور التي مارسها انريكي مع البرسا هذا الموسم، الافراط في عملية التدوير، بشكل افقد الفريق وحدته وانسجامه، حيث لم يعد هناك قوام اساسي معروف للفريق، فلا تجد سوى 5 لاعبين فقط اساسيين، و6 لاعبين يتغير اسمائهم في كل مباراة، وهو أمر جد سلبي للغاية، ويؤثر بشكل مدمر على انسجام الفريق ووحدته وجماعيته، فـ "اللوتشو" اصاب فريقه في مقتل بعدم تثبيته للتشكيل خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم.
يعاني الفريق الكتالوني هذا الموسم من صعوبات في حال خروجه بعيدا عن كامب نو، فالمباريات التي يخوضها البرسا خارج قواعده تكون بمثابة كارثة مرتقبة له، ومن النادر أن يمر منها الفريق بسلام، وآخرها سقوطه المريع والمفزع برباعية مهينة في اياب ثمن نهائي التشامبيونز أمام باريس سان جيرمان، ولولا رحمة القدر لخسر البرسا ربما بنصف دستة أهداف، ففكرة أن يعود الفريق بفوز من خارج دياره لن تجدها حتى متواجدة بقوة حاليا لدى المشجع البرشلوني المتعصب. لأول مرة منذ زمن بعيد نشاهد دكة بدلاء برشلونة بهذا الخواء، والضعف الفني، وعدم القدرة على صنع الفارق بعد اقحام اي لاعب، بعدما كانت مليئة بثقل فني ولا أروع، فمن ينسى تواجد الاسطورة تيري هنري، تشافي، وديكو وغيرهم من الاسماء التي كان دخولها في الملعب من بوابة التبديل كفيلا بتغيير شامل بالفريق، بالرغم من الصفقات العديدة والبذخ في الانفاق هذا الموسم وجلب صفقات، لكنها لم تعد على الفريق بأي فائدة ملموسة تذكر.