أخر الاخبار

خفايا دوري الأبطال: برشلونة دمر أياكس ليبني نهجه الهجومي

  ننتقل معكم اليوم لجزء جديد من سلسلتنا "خفايا" والتي خصصنا مسلسلها الحالي للحديث عن معلومات مميزة من تاريخ دوري الأبطال والذي يرتبط بالضرورة بتطور تاريخ الكرة الأوروبية كون هذه البطولة سيطرت على مخططات الأندية منذ أكثر من 60 عام. اليوم سنتحدث عن بناء برشلونة لأسلوبه الهجومي الذي نعرفه حالياً والذي تطور عبر العديد من المدربين الإسبان والهولنديين لكن من كان أول هولندي ينتقل لتدريب برشلونة؟ وكيف انتقل إلى النادي الكاتالوني؟ بعد تكوين هيلينيو هيريرا للـ"غراندي إنتر" وتطوير الكاتيناتشيو بمنتصف الستينيات أتى رجل اسمه رينوس ميكيلز ليجعل الكرة الهولندية هي الأولى بالعالم بفضل مدرسة الكرة الشاملة التي عرت عيوب الأسلوب الإيطالي الدفاعي من خلال كرة سريعة هجومية تعتمد على المهارات والضغط العالي. ميكيلز قضى كل مسيرته كلاعب في صفوف آياكس وعام 1965 انتقل لتدريب ناديه الأم ليبدأ تدريجياً بخلق الأسلوب الهجومي بفضل العديد من العناصر الشابة أبرزها يوهان كرويف ويهان نيسكينز ليتمكن من تحقيق 4 ألقاب بالدوري و3 ألقاب بالكأس المحلية خلال 6 سنوات وفي عام 1969 بات آياكس أول نادٍ هولندي يبلغ نهائي دوري الأبطال.

تطور الدوري الهولندي أوصل فينورد لذروة المجد الأوروبي عام 1970 لكن بعد ذلك فرضت مدرسة آياكس ذاتها ليفوز النادي بثلاثة ألقاب متتالية بفضل أسلوب ميكيلز الذي قاد الفريق للفوز بالنسخة الأولى فقط قبل أن يشرف الروماني شتيفان كوفيكس على الفريق بالنسختين التاليتين دون أن يعدّل على أسلوب المدرب السابق.
المدرب الهولندي انتقل عام 1971 ليصبح أول مدرب هولندي بتاريخ برشلونة ومعه حاول الكاتالونيون ضم كرويف لكن هذا لم ينجح إلا بعد الفوز الثالث على التوالي لآياكس بالبطولة حيث أتمّ البارسا الصفقة الأكبر بالتاريخ بذلك الوقت تاركين الفريق الهولندي دون حول أو قوة مع رحيل مدربه الرمز وأفضل لاعبيه وهو ما تسبب بانهيار المدرسة الهولندية الأفضل عبر التاريخ.

رحلة ميكيلز ببرشلونة لم تستمر لأكثر من 4 سنوات نجح من خلالها بإنهاء انتظار دام لأكثر من 10 سنوات لتحقيق لقب الليغا قبل أن يرحل المدرب لقيادة المنتخب الهولندي للمباراة النهائية لكأس العالم للمرة الأولى بتاريخه لكن المانشافت قلب تأخره بهدف أمام الطواحين كي يحرم ميكيلز من تخليد اسمه بطلاً لكأس العالم ولو أن المدرب عاد ليقود هولندا للقب الوحيد الكبير بتاريخها على المستوى الدولي حين فاز الطواحين بأمم أوروبا عام 1988. 
برشلونة حاول الحفاظ على ما بدأه ميكيلز كأسلوب هجومي لكن المدرب الوحيد الذي عرف كيف يستثمر ذلك كان يوهان كرويف الذي درب الفريق ما بين عامي 1988 و1996 حيث حقق البارسا بعهده اللقب الأول بتاريخه بدوري الأبطال إضافة لأربعة ألقاب بالليغا ولقب بكأس الكؤوس الأوروبي وآخر بكأس الملك ومثله بالسوبر الأوروبي.

ميكيلز لم يكُن المدرب الهولندي الوحيد الذي تعاقد معه برشلونة بسبب نجاحه مع آياكس أوروبياً فبعد قيادته النادي الهولندي لاستعادة المجد القاري انتقل لويس فان غال لتدريب برشلونة عام 1997 علماً أن الأخير أشرف على تدريب برشلونة مرتين قبل أن يتولى الهولندي الآخر فرانك ريكارد تدريب البارسا أيضاً ومن ثم أصبح وريث كرويف الإسباني غوارديولا هو مدرب الفريق بصورة أظهرت حجم استفادة برشلونة من استثمار أسلوب آياكس والكرة الهولندية.
الاتحاد الدولي توج ميكيلز بجائزة أفضل مدرب بالقرن الماضي وفي يناير 2017 وضع الاتحاد الأوروبي اسمه بين أفضل 10 مدربين منذ نشأة الاتحاد عام 1954.بهذه الصورة تحول برشلونة للأسلوب الذي نعرفه نحن اليوم فبوقت تبدو فيه الصفقات جزءاً من كرة القدم تأتي الأسئلة دائماً عن سبب صعود أو هبوط نادٍ خلال مرحلة من التاريخ أما "الخفايا" والكشف عنها تأتي لتشكل الأجوبة على تلك الأسئلة.



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-